قالوا وقلنا

ولسوف تظل تلك الأيام أحلى أيام ألعمر وأقساها رغم ألشقاء والبلاء

الأحد، 27 مارس 2016

محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة وأسرته العلوية


محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة وأسرته العلوية

 

هم من أكراد ديار بكر، وليسوا اتراكاً أو الباناً كما أشيع؟

 

الدكتور محمد علي الصويركي

 

أشيع في كتب التاريخ بأن محمد علي باشا وأسرته من جذور تركية وألبانية؟ وفي حقيقة الأمر فأن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة وباني نهضتها المعاصرة  هو (كردي الأصل) تعود جذوره الى مدينة (ديار بكر) عاصمة كردستان الشمالية، وهذا ما اخبرنا به حفيده الأمير محمد علي ولي عهد الملك فاروق ملك مصر عام 1949، وبشهادة أخرى من الأمير حليم أحد أحفاد محمد علي باشا، وقد جاء ذلك في مقال بعنوان" ولي العهد حدثني عن ولي النعم..." نشر في مجلة (المصور) المصرية الشهرية الصادرة يوم 25 نوفمبر عام 1949 على (الصفحة 56)، بمناسبة مرور مائة عام على وفاة مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا، من خلال  حوار صحفي أجراه الأديب الكبير عباس محمود العقاد (بالمناسبة هو كردي) مع ولي عهد مصر آنذاك الأمير محمد علي، و أكد هذا الأمير وولي العهد على كردية الأسرة العلوية (أسرة محمد علي) في مصر. وقد جاء في متن المقال ما نصه:

 

 

   

 

ديار بكر... لا قوله:

...يقول عباس محمود العقاد:” ... وقال سموه في أمانة العالم المحقق: لا أعلم ولا أبيح لنفسي الظن فيما لا اعلم، ولكني أحدثكم بشيء قد يستغربه الكثيرون عن نشأة الأسرة العلوية( المنسوبة لمحمد علي)، فان الشائع أنها نشأت على مقربة من (قولة) في بلاد الارناؤوط (ألبانيا)، ولكن الذي اطلعت عليه في كتاب ألفه قاضي مصر على عهد محمد علي أن أصل الأسرة من ديار بكر في بلاد الأكراد، ومنه انتقل والد محمد علي وأخونه إلى قولة، ثم انتقل أحد عميه إلى الآستانة، ورحل عمه الثاني في طلب التجارة، وبقي والد محمد علي في قوله.

وقد عزز هذه الرواية ما سمعناه منقولا عن الأمير حليم (أحد أحفاد محمد علي) انه كان يرجع بنشأة الأسرة إلى ديار بكر في بلاد الكرد".

ويعلق عباس محمود العقاد على هذا الكلام السابق بقوله: “حسب بلاد الأكراد شرفاُ أنها أخرجت للعالم الإسلامي بطلين خالدين: صلاح الدين الأيوبي ومحمد علي الكبير، وقد تلاقيا في النشأة الأولى، وفي النهضة بمصر، وفي نسب القلعة اليوسفية إليهما(قلعة القاهرة اليوم)، فهي بالبناء تنتسب إلى صلاح الدين، وبالتجديد والتدعيم تنسب إلى محمد علي الكبير”.

ونحن نعرف بأن الناس أمناء على أنسابهم وأصولهم، وهناك الكثيرمن القادة العسكريين الذين خدموا مع محمد علي باشا وأحفاده كان أغلبيتهم من الأكراد أمثال إسماعيل باشا الكاشف تيمور جد الأسرة التيمورية بمصر التي أنجبت الشاعرة الكبيرةعائشة التيمورية، وجد قاسم امين محرر المرأة العربية،  وفيما يلي لمحات عن حياة محمد علي باشا وبعض المشهورين من أسرته في حكم مصر:

محمد علي باشا الكبير:

محمد علي باشا ابن إبراهيم آغا: والي مصر، باعث النهضة المصرية المعاصرة، ومؤسس مصر الحديثة، ومؤسس الأسرة الخديوية بمصر، ولد في ( قوله) من أعمال الرومللي ( اليونان) سنة 1184هـ/ 1769م، وقيل إن اصل أبيه من أكراد ديار بكر، قدم إلى مصر بعمل معين حسبما ذكر أحد أحفاده ( الأمير محمد علي) عام 1949 لمجلة المصور المصرية بمناسبة  مرور مائة عام علىحكم العائلة في مصر.

توفي والده وهو فتى، فكفله عمه طوسون آغا، ثم قتل، فكفله رجل من أصدقاء والده، فربي أمياً لا مرشد له إلا ذكاؤه الفطري، وعلو همته، وكان يجاهر بذلك ويفاخر به.

   كان محمد علي في الفرقة العسكرية التي حشدت من (قوله) مع الجيش العثماني الذي جاء إلى الديار المصرية لإخراج الفرنسيين منها سنة 1214هـ، وكان وكيل فرقة قوله، ولما انهزم الجيش العثماني في موقعة أبي قير سنة م1799، سافر رئيس تلك الفرقة إلى بلاده وأقام محمد علي مقامه، ورقي إلى رتبة بكباشي.

بعد خروج الفرنــــسيين من مصر، طلب العسكر توليته على مصر حيـــــــــــنما ضاق المصريون ذرعاً بحكم خورشيد باشا الوالي، لما امتاز بحسن سياسته ودهائه، فأقاموه على مصر والياً، وبعث السلطان العثماني بفرمان بتوليته على الديار المصرية، ولقب بـ(محمد علي باشا).

وقام بإنهاء سطوة المماليك في مصر، فدعاهم إلى القلعة لتوديع ابنه طوسون باشا الذي سيره لقتال الوهابيين بالحجاز، فبعد أن استقروا في القلعة، أغلق الأبواب، وقتلهم عن بكرة أبيهم إلا واحداً تمكن من الفرار وهو( أمين بك). واستطاع استأصال شأفتهم في اليوم التالي سنة 1226هـ/1811م، ولما انقضى أمر المماليك وجه عنايته إلى إصلاح القطر المصري، واسترضاء الدولة العثمانية، ففتح السودان 1821-1823م،واخمد ثورة الوهابيين في الحجاز، وساعد على إخماد ثورة اليونان.

باشر بجمع الأموال، وتنــــــــظيم الجيش، وبناء السفن الحربية، وتحسين ميناء الإســــــــــــكندرية،  وعمل الأسلحة الحربية، وتـــرقية الزراعة والصــــــــــــــناعة والتجارة والتـــــــــــــعليم، واستعان بالأجانب وخاصة الفرنسيين، وعمل المصانع لنسج القطن والحرير، وإيصال المياه إلى الإسكندرية، وبناء سد أبي قير، والقناطر الخيرية التي لولاها لما أمكن من زراعة القطن في الوجه البحري، وإرسال البعثات العلمية لأوروبة، وتأسيس المدارس.ولم يكتف بما ناله من الملك في مصر، بل طمح إلى الاستيلاء على سورية، وجهز جيشاً بقيادة ابنه إبراهيم باشا للاستيلاء على سورية، واستولى عليها، وطمع بفتح الأناضول، ففتح أضنه وقونية وكوتاهية 1833م، وصارت أبواب استنبول مفتوحة أمام إبراهيم باشا، لكن الدول الأوروبية وقفت إمام طموحاته، وجردته من جميع فتوحه بمقتضى معاهدة لندن 1841،  وقررت أن تكون ولاية مصر لمحمد علي ولذريته من بعده، ويخرج من بقية سورية، وعاد ابنه إبراهيم باشا إلى مصر، وصرف همه إلى إصلاح البلاد المصرية والنهوض بها، وادخل بها إصلاحات كثيرة في جميع نواحي الحياة. لكن دماغه كان قد كل وتولاه الاختلال، وصار يحسب الذين حوله خونة يقصدون الإيقاع به، فأعطيت السلطة لابنه إبراهيم باشا سنة 1264هـ. وتوفي محمد علي باشا بالإسكندرية سنة 1265هـ/ 1849م وعمره (83) سنة، ودفن بجامع القلعة، ولم تطل ولاية إبراهيم باشا سوى سبعين يوماً، فتوفي قبل أبيه، وهو في الستين من عمره، وخلفه في الولاية حفيده عباس الأول.يؤخذ على حكمه الأوتقراطي، وانتزاعه جميع الأراضي من المصريين كي تصبح البلاد ضيعة شاسعة يمتلكها، وارهاقة الأهليين بالضرائب الفادحة، وموت الكثير من الشباب في حروبه الكثيرة في السودان وسورية، والحجاز والمورة وتركيا.وفيما يلي أبناء محمد علي باشا (أعضاء الأسرة الخديوية ) الذين حكموا مصر:

 

محمد علي باشا                 1805-1849

ابراهيم باشا بن محمد علي       1848( من يونيه الى نوفمبر)

عباس الأول بن طوسون باشا    1848-1854

سعيد باشا بن محمد علي        1854 -1863

إسماعيل باشا بن محمد علي    1863-1879

توفيق                                1879 -1892

عباس حلمي الثاني                1892-1914

السلطان حسين كامل              1914- 1917

السلطان احمد فؤاد                 1917- 1922

ثم اصبح الملك فؤاد الأول        1922- 1936

الملك فاروق الأول                  1936- 1951      

 

(الموسوعة العربية:2/1661-1662، أعيان القرن الثالث عشر:115-120)،

وهناك قول شائع بان اصل أسرة محمد علي من أصل الباني،ولكن الخديويون كانوا يعدون في مصر على الدوام أتراكا، لكنهم كانوا بحق في عواطفهم وآمالهم مصريين ( دائرة المعارف الاسلامية:4/238) وقد قال الأمير محمد علي أحد أحفاد هذه الأسرة عام 1949 لمجلة المصور المصرية أن أصلهم أكراد من ديار بكر.

من أولاد وأحفاد محمد علي باشا

(1) طوسون باشا:

     طوسون باشا ابن محمد علي باشا الكبير: حاكم مصر. ولد سنة 1210هـ/1796م، وكان كأبيه عزما وحزما وشجاعة وحبا بالإعمال العظيمة، سيره والده محمد علي باشا في حملة الى الحجاز للقضاء على الحركة الوهابية هناك سنة 1226هـ ، وفتح المدينة المنورة، ومكة والحجاز، وخارت عزائم الوهابيين، فسر والده بهذا الفتح. وتشاغل مع الوهابيين بعد ذلك في وقائع عدة، وفي أكثرها انتصر عليهم، وعندما بلغه حصول قلاقل في مصر، استبقى حامية في المدينة، وسافر إلى القاهرة، وذهب إلى الإسكندرية حيث كان أبوه هناك، ولم يقم بها مدة طويلة حتى أدركته المنية فيها 1231هـ/1816م، فنقل جثمانه إلى القاهرة ودفن فيها، وكان جميل الطلعة، متوقد الذهن، ميالا للعلم، ذا بأس وحزم.

(أعيان القرن الثالث عشر 74/75)

(2) طوسون باشا

     طوسون باشا ابن حاكم مصر سعيد باشا: ولد سنة 1268هـ/1851م، وعني والده بتربيته وتعليمه، فبرع في العلوم الابتدائية،  وبعض اللغات، ثم مارس الفنون الحربية، وقلد نظارتي الأوقاف والمعارف وحسن فيها وأصلح، وتولى نظارة الحربية مدة من الزمن، وتوفي في ريعان شبابه سنة 1293هـ/1876م، ودفن بالاسكندرية.

(أعيان القرن الثالث عشر /76)

(3) إبراهيم باشا

إبراهيم باشا بن محمد علي باشا: والي مصر بعد أبيه. ولد في قوله باليونان 1204هـ/1789م، كان عضد أبيه القوي وساعده الأشد في جميع مشروعاته، كان باسلا مقداما في الحرب، لا يتهيب الموت، وقائدا محنكا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة من فنون الحرب. عينه والده قائدا للحملة المصرية ضد الوهابيين (1816-1819م)، فاخمد ثورتهم وقضى على حكمهم، وأسر أميرهم وأرسله لأبيه في القاهرة ، فأرسله محمد علي إلى الآستانة، فطافوا به في أسواقها ثلاثة أيام ثم قتلوه، فنال إبراهيم باشا من السلطان مكافأة سنية وسمي واليا على مكة، ونال أبوه محمد علي لقب خان الذي لم يحظ به رجل سواه من رجال الدولة غير حاكم القرن.ثم عين قائدا للجيش المصري ضد ثورة اليونانيين الذين خرجوا على تركيا للظفر بالاستقلال، فانتزع إبراهيم معاقلهم وأخمد ثورتهم (1825-1828). ولكن نزول الجنود الفرنسيين بالمورة اكرهه على الجلاء عن اليونان، وحين طمع محمد علي في ممتلكات السلطة العثمانية بالشام أنفذه مع جيش مصري قوي ففتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس حتى وصل إلى كوتاهية (1832-1833) وحينما تجدد القتال 1839 بين المصريين والأتراك انتصر إبراهيم في معركة تريب الفاصلة (يونيه 1839)، ولكن الدول الاوربية حرمته من فتوحه وأكرهته على الجلاء عن جميع الجهات التي كان قد فتحها.عين إبراهيم باشا 1838 نائبا عن أبيه في حكم مصر، وكان أبوه إذ ذاك لا يزال حيا، إلا أنه كان قد ضعفت قواه العقلية وأصبح لا يصلح للولاية. ولكنه توفي  قبل والده في نوفمبر من العام نفسه 1265هـ/1848م.قيل عنه: كان سريع الغضب، طيب القلب، عادلا في أحكامه، ويعرف الفارسية والعربية والتركية، وله إطلاع واسع في تاريخ البلاد الشرقية.

(الموسوعة العربية ¼ وأعيان القرن الثالث عشر/ 121) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق