أصل الشعرات[عدل]
ورد في كتب
السيرة النبوية في ذكر
حجة الوداع أنّ النبي
محمد حلق رأسه، وكان حلّاقه يومئذٍ معمر بن عبد الله، فبدأ بشقّه الأيمن فحلقه ثم بشقّه الأيسر، وقسّم شعره فأعطى نصفه الأيمن للنّاس يوزّعه الشعرة والشعرتين، وأعطى نصفه الأيسر
لأبي طلحة الأنصاري وقيل أعطاه لأم سليم زوجة أبي طلحة، وفي رواية أخرى أنّه أعطى نصفه الأيمن لأبي طلحة خاصّة له، وأعطى نصفه الأيسر لأبي طلحة وقال «اقسمه بين الناس»، ورجّح
ابن القيم أن الذي اختصّ به أبو طلحة هو الشقّ الأيسر.
[2]
عن
أنس بن مالك، قال: «رأيت رسول الله
والحلاق يحلقه وقد طاف به أصحابه ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل».
[3] وعن بعضهم قال: «شُقّت
قلنسوة خالد بن الوليد يوم اليرموك وهو في الحرب فسقطت فطلبها طلبًا حثيثًا فعُوقب في ذلك، فقال: إنّ فيها شيئًا من شعر ناصية رسول الله
وإنّها ما كانت معي في موقف إلا نُصرت بها».
[2]
الشعرات في العصر الحالي[عدل]
توزّعت الشعرات النبوية في العصر الحالي في عدّة بلدان ونواحي، منها ما حُفظ في
متاحف ومنها ما حُفظ في
مساجد، ومنا الكثير ما حُفظ عند عائلات وأفراد يتوارثونها عبر الأجيال، أمّا المشهور منها، فهي:
- شعرات في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة (المسجد الحسيني): وعددها 15 شعرة،[4] منها الشعرتان اللتان كانتا مع الآثار النبوية في قُبّة الغُوري، ونُقلتا معها إلى هذا المسجد، وهما في زجاجة محفوظة في صندوق صغير من الفضة ملفوف بلفافة من الديباج الأخضر المطرز. ثم أضيفت إليهما شعرة كانت عند أحمد طلعة باشا (رئيس ديوان الخديوى سعيد وابنه توفيق) أُهديت له من أحد الحِجازيين ومن ثمّ تبرع بها بنوه بعد وفاته للمسجد الحسيني، وكانت في قارورة ملفوفة بسبع لفائف من الديباج الأخضر. ومن ثمّ أُضيفت إليها شعرات كانت في "تكيّة الكلشني" في قارورة مختومة بالشمع الأحمر. ومن ثمّ أحضرت الحاجة ملكة حاضنة الأمير كمال الدين ابن السلطان حسين سلطان مصر قارورة فيها 4 شعرات من لحية النبي محمد.[5] كما توجد زجاجة بها شعرة واحدة بيضاء قصيرة يُروى أنّها كانت لعلي محمد بن الحلاطي المعروف بالركابي، وأنّ حفدته قد أهدوا هذه الشعرة كي تُحفظ مع الآثار.[4]
- شعرة "تكيّة النقشبندية" في القاهرة: والتي أهدتها للتكيّة والدة عبّاس باشا الكبير حاكم مصر بعد أن أحضرتها معها من الحجاز لما حجّت، والشعرة مُلصقة بقطعة من الشمع ومحفوظة في 3 صناديق صغيرة.[5] وقيل أنّ هذه الشعرة قد نُقلت لتُحفظ في المسجد الحسيني بالقاهرة.[4]
- شعرات في أسطنبول: ذُكر في كتب التاريخ أنّ أيام السلطان محمد الخامس العثماني كانت هناك 43 شعرة محفوظة مع الأمانات المقدسة المحفوظة، وأنّه أَهدى منها إلى بعض المدن 24 شعرة، وأُهديت واحدة إلى ملكة بوبال في الهند، فيكون الباقي 18 شعرة. كما أنّ هنالك بعض شعرات مفرّقة موجودة في بعض مساجد أسطنبول، نُقل بعضٌ منها إلى مدنفلسطين.[5]
- شعرتان في ليبيا، أحدهما في طرابلس بجامع طرغود باشا، والثانية في بنغازي في جامع راشد باشا المشهور بجامع عثمان، نُقلت إليه من الجامع الكبير.[5]
- شعرة من لحيته في الجامع المنصوري في طرابلس في لبنان، والتي أهداها السلطان عبد الحميد لأهل طرابلس تقديرًا لولائهم سنة 1891م، وقد وُضعت في علبة من الذهب، وأُرسلت في سفينة حربية خاصّة، وعندما وصلت طرابلس خرج أهالي المدينة لاستقبالها وعمّت الاحتفالات في كل المدينة، ليتم وضعها في الجامع المنصوري لاحقًا. وحاليًا تُخرَج الشعرة في آخر جمعة من رمضان للناس.[8]
- شعرة موجودة في جامع أحمد قادروف المركزي في الشيشان، تم نقلها من أوزبكستان عام 2012، وقد استقبلها الرئيس الشيشاني رمضان قادروف في مطار "غروزني" وأوصلها إلى الجامع بموكب رسمي وبصحبته كبار رجال الدين في الدولة.[10]
مصادر[عدل]