قالوا وقلنا

ولسوف تظل تلك الأيام أحلى أيام ألعمر وأقساها رغم ألشقاء والبلاء

الأربعاء، 13 أبريل 2016

ماذا جنى حارق صورة الرئيس ؟

ماذا جنى حارق صورة الرئيس ؟ : فكرة عبدالرحمن واستطلاع أوراد الصادم

ماذا جنى حارق صورة الرئيس ؟ : فكرة عبدالرحمن واستطلاع أوراد الصادم
تاريخ النشر : 2016-04-13
 
كتب غازي مرتجى

*
أن تُحرق صورة الرئيس أبو مازن وسط غزة هو أمر شنيع وغير منطقي ولا دوافع له سوى المواقف المُسبقة لا المُستجدة - وتعبير جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية وتبرّؤه من الحارقين للصورة باعتبارها أعمال فردية لا تكفي .

حرق صورة رئيس دولة فلسطين (بعيداً عن الأسماء) يُعتبر قمة الانحطاط الأخلاقي ولا يوجد سابقة تاريخية في الثورة الفلسطينية بذلك  .
لقد وقفنا بجانب رفض وقف المخصصات المالية لأي تنظيم كان احتراماً للتاريخ النضالي على الأقل وإيماناً بضرورة حصول التنظيمات المساندة للمفهوم الوطني العام على دورها الطليعي للحفاظ على الثقافة الوطنية بشكل عام وفرض حصار على الفكر الظلامي الذي يُحاول الوصول إلى فلسطين عبر جيوب مريضة .

لاحظوا معي الانعكاسات السياسية الخطيرة التي قد تنجم عن تصرف أهوج يُعارضه (وأؤكد) كل مثقفي الجبهة الشعبية وقياداتها الوطنية المعروفة , فالرئيس الذي حُرقت صورته يناضل الآن لتمرير المشروع الفرنسي على دول العالم لحشر الاحتلال في زاوية الرافض للسلام والحلول الدولية - ولديه جولة خارجية لأكثر من أسبوعين سيزور فيها عدة دول .. ستستطيع اسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة نسف الرواية الفلسطينية بصورة واحدة من تظاهرة الجبهة في غزة - والحديث هنا عن ثاني أكبر تنظيم في منظمة التحرير-  يُعارض رئيس دولة فلسطين ليس كلامياً فقط وإنما بالأفعال المرفوضة وطنياً !

سنقف حتى النهاية رفضاً لأي قرار بوقف المخصصات المالية (إن صدقت الروايات من طرف واحد) لكن سنقف حتى الرمق الأخير ضد إهانة الرموز الوطنية أياً كانت ومن اي جهة فلسطينية .

ما بالُ من حرق صورة الرئيس لو تأكّد له أن تأخير صرف المخصصات المالية لم يكن وقفاً للمخصص وإنما تأخير ناجم عن أزمة مالية .. ماذا سيقول ؟

**

اقترح أحمد عبدالرحمن وهو قيادي تاريخي في حركة فتح تشكيل جبهة وطنية من كافة التنظيمات الفلسطينية كخطوة أولى نحو انهاء الانقسام الفلسطيني - عبدالرحمن الذي اكد سابقا ان الحل الوحيد لانهاء الاحتلال الاسرائيلي هو بتنظيم عصيان مدني في كافة مناطق التماس في الضفة لمدة تزيد عن أسبوع يؤكد اليوم ان الانتخابات لن تكون حلاً سحريا للانقسام وهو كلام منطقي جداً فلو فازت فتح لن تُسلم حماس غزة ولو فازت حماس لن تسلم فتح الضفة ..

مقترح عبدالرحمن يُخرج الجهات المعنية من أزمة التمثيل (المضروبة) فبدلاً من ما أُطلق عليه الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير وهو تضارب شرعيات وتمثيل فإن الجبهة الوطنية (جبهة الانقاذ) يُمكن أن تكون حلاً منطقياً على أن تكون في اجتماعات دورية مستمرة للعمل على فكفكة الأزمات التي خلفها انقسام مستمر منذ تسع سنوات .

يقول أحمد عبدالرحمن أنه لن ينسى مشهد المواطنين وهم يحملون رامي الحمدلله على أكتافهم لدى وصوله لقطاع غزة وقد قلتها سابقا للرئيس أنّ زيارته لغزة ستُنهي الانقسام مرة وإلى الأبد .. مشهد الحمدلله والعجوز تُقبله وتستقبله يكفي لشرح ما يُعانيه المواطنين في قطاع غزة ومدى توقهم لمصالحة حقيقية دون لبس وتفاصيل معقدة ..

لو كنت مكان طرفي الانقسام لقمت بدراسة المُقترح من كافة جوانبه دون أي تردد فالظروف مواتية تماماً لإنهاء الانقسام بعد فشل الجهود السياسية وفرض اسرائيل حصارا سياسيا وعملياً على الضفة وغزة - عدا عن التحركات الاقليمية المتسارعة التي لن تقف بوجه أي توافق داخلي فلسطيني بل ستدعمه وبقوة .

***

مركز أوراد أجرى استطلاعاً ذكياً قد نُطلق عليه الأول من حيث الملعومات الصادمة التي كشفها والتي كُنا نُقنع أنفسنا بعكسها - فكشف أن 80 % من الجيل الشاب يعرف مؤسس الفيسبوك لكنهم لا يعرفون تاريخ تأسيس منظمة التحرير (أساس الدولة) ولا رئيسها الأول ولا حتى المرشحة الرئاسية التي نافست ياسر عرفات في أول انتخابات لأول سلطة وطنية للشعب الفلسطيني !

تلك المعلومت سبقتها (استطلاعات ميدانية) أجرتها دنيا الوطن لمثقفين وجامعيين عن يوم الأرض واكتشفنا مصيبة الجهل الوطني العام .

للأسف لم أطلّع على المنهاج الفلسطيني نظراً لدراستي المنهاج المصري - ولا أعرف  على ماذا تستند مادتي التاريخ والتربية الوطنية وهل نُدرّس تاريخ الحضارات ما قبل الميلاد ولم نفقه تاريخنا الفلسطيني الحديث !

صديقٌ متفائل اعتقد يوم أن تحدثنا عن يوم الأرض ونتائج المعرفة الشبابية الصادمة أن ينتفض المسؤولين وتبدأ حملة توعية وطنية تبدأ من المدارس ولا تنتهي على شاشات الحاسوب والهواتف الذكية - لكن أمله (خاب) ولم يُعقّب أي مسؤول أو يُكلف نفسه عناء المُحاولة حتى بعد تشخيص الحالة ..

مع استطلاع أوراد وما كشفه من نتائج صادمة فإننا بتنا لا نستحق دولة ولا يجب أن تكون لنا دولة طالما أن (عمادها وهم الشباب) لا يعرف عن تاريخه شيء ..


المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/04/13/901370.html#ixzz45hQgIjl8 
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق