قالوا وقلنا

ولسوف تظل تلك الأيام أحلى أيام ألعمر وأقساها رغم ألشقاء والبلاء

الخميس، 3 نوفمبر 2016


من يقف وراء فيديو أمريكي يحذر من الإسلام واللاجئين السوريين؟

"مرحبا بكم في دولة ألمانيا الإسلامية"، هو عنوان فيديو دعائي أمريكي يحذر الأمريكيين من تدفق اللاجئين السوريين، ومن مغبة "غزو الجهاديين" لبلادهم "تماما كما حصل في ألمانيا". شاهد الفيديو كاملا وتعرف على من يقف وراءه.
Screenshot The Islamic State of Germany (Twitter/@SecureAmerica)

انتشر في شبكات التواصل الاجتماعي بالولايات المتحدة الأمريكية فيديو دعائي يحمل عنوان "مرحبا بكم في دولة ألمانيا الإسلامية". هذا الفيديو الدعائي يصور ألمانيا كبلد "تسلل إليه جهاديون مع اللاجئين السوريين" الذين قدموا إلى ألمانيا في خضم موجة اللجوء التي شهدتها البلاد العام الماضي. وحسب الفيديو، "تمكن هؤلاء الجهاديون من غزو ألمانيا وضمها لتصبح إمارة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية".  
يرسم الفيديو صورة قاتمة لألمانيا "الإسلامية"، إذ ترفرف أعلام تنظيم "الدولة الإسلامية" فوق مبانيها التاريخية. إذ تحولت بوابة براندنبورغ في برلين من "رمز للسلام" إلى "رمز لقوة الدولة الإسلامية"، كما يظهر في الفيديو، فيما حُرّم لحم الخنزير والكحول في مهرجان "أكتوبر فيست" الشعبي الشهير. 
من يقف وراء إنتاج ونشر الفيديو؟ 
أنتجت شركة "هاريس ميديا" لإنتاج الإعلانات، الواقعة في مدينة تكساس الأمريكية، الفيديو الدعائي. وحسب مصادر صحيفة "بيلد" الألمانية واسعة الانتشار، فقد أنتجت الشركة في الماضي أعمالا إعلانية لحساب سياسيين مشهورين ينتمون للحزب الجمهوري ولحزب الليكود الإسرائيلي المحافظ وحزب الاستقلال البريطاني، الحزب الذي قاد حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، "بريكست". وأنتج الفيديو لصالح منظمة لوبية محافظة اسمها "احمي أمريكا الآن". فعلى تويتر، غرد حساب المنظمة محذرا الأمريكيين: " ألمانيا فقدت السيطرة على حدودها. يجب علينا أن لا نسمح بحدوث ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية".
إلا أن صاحب الشركة المنتجة فينسنت هاريس، ذو الأصول الألمانية، صرح لصحيفة "مورغن بوست" البيرلينية قائلا: "أنا أحب ألمانيا.. لا علاقة للفيديو بالانتخابات الأمريكية". وحسب صحيفة "بيلد" الألمانية، سيخدم الفيديو المعكسر الانتخابي المرشح الجمهوري دونالد ترامب في المنعرج الأخير من السباق نحو البيت الأبيض.
ويبدو أن انتشار الفيديو بسرعة على تويتر ويوتيوب وفيسبوك نجح نسبيا في التأثير على آراء الناخبين الأمريكيين، ورغم أن الفيديو دعائي وملفق، إلا أن الكثيرين أخذوه على محمل الجد، كما  تفاعل معه الكثير من المغردين، إذ تقول أحدى المغردات: "لقد عشت هناك (أي في ألمانيا) عدة سنوات ولا أستطيع تصديق كيف تحولت لتصبح هكذا بسبب موجات اللاجئين، أنا حزينة". 
 فيما غردت أخرى قائلة: "سيحدث هذا لدينا، إذا فازت كلينتون. صوتوا لترامب، لننقذ أمريكا" 

تجدر الإشارة إلى أن ترامب وجه انتقادات أكثر من مرة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسياسة انفتاحها على اللاجئين، كما وصف مرة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بـ"ميركل الأمريكية". من جهة أخرى عُرف ترامب في الأشهر الأخيرة برفضه لقبول اللاجئين وبمواقفه الرافضة للمسلمين والمهاجرين المكسيكيين. 
 
س.ع/ع.ش (DW)

مختارات


المراحيض .. عقبة هامة أمام اندماج اللاجئين

يضطر اللاجئون للتأقلم على أشياء عديدة في حياتهم الجديدة، لكن أن يضطروا لذلك في تفاصيل بسيطة كالمرحاض كان أمراً غير متوقع لديهم. DW حاولت رصد تلك المشكلة التي واجهت بعض اللاجئين وكيف يتعاملون معها.
Nepal Welttoilettentag (Reuters/N. Chitrakar)
لا يعتبر المرحاض ذو الكرسي الأبيض شائعاً جداً في البلاد العربية
بعد أيام وربما أشهر من السير عبر أوروبا هرباً من الحرب في سوريا، كان الهم الأكبر لدى معظم اللاجئين هو الوصول والعثور على حمام مريح ونظيف، بعد اضطرارهم لقضاء حاجاتهم في العراء أحياناً أو في أماكن غير نظيفة خلال رحلة هروبهم، لكن عندما وصل عدد كبير من اللاجئين إلى أوروبا أصيبوا بصدمة من هذه الناحية، فالمرحاض أو "بيت الراحة" كما يطلق عليه في بعض مناطق سوريا كان صادماً، فهو لم يأتِ على شاكلة ذاك الذي اعتاد معظمهم عليه في بلادهم.
المرحاض "العربي" كما يطلق عليه في سوريا هو عبارة عن فتحة في الأرض موصولة بفتحة التصريف تستخدم عادة بحالة القرفصاء، وهو شائع في بعض الدول العربية وعدد من دول آسيا كالصين والهند والفلبين، على عكس المرحاض البورسلاني الذي ينتشر في أوروبا وأميركا ويعرف بـ"التواليت الافرنجي" والذي شكل أزمة لبعض الوافدين الجدد.
ببساطة لم نعتد عليها
"معاناة المواطن السوري في ألمانيا تبدأ من المراحيض... فالوطن أو المنزل هو ذلك المكان الذي تشعر فيه بالراحة التامة عندما تدخل المرحاض".هكذا يصف المدون واليوتيوبر السوري فراس الشاطر حياة اللاجئ في كتابه "أنا أتقرب من ألمانيا" الذي صدر حديثاُ، ويتحدث فراس عن الموضوع معتبراً الأمر أحد أبرز الصعوبات التي تواجه اللاجئ، إذ سيضطر للتعود على طريقة أخرى للشعور "بالراحة" غير تلك التي اعتاد عليها.
Toiletten im Marsa Flüchtlingszentrum (DW)
حمام في أحد مخيمات اللاجئين في اليونان
وللتأكد من ذلك توجهت إلى أحد  مخيمات  اللجوء في مدينة بون حيث التقيت جوان الذي قال لـDW  عربية "عندما وصلت إلى ألمانيا كنت متفاجأً لأنني لم أجد مراحيض كتلك التي اعتدت عليها، لذا واجهت بعض الصعوبات، وأخذت بعض الوقت لأعتاد عليها، لكن الآن كل شيء جيد، كنا نعرف الحمام "الافرنجي" في سوريا لكن استخدامه لم يكن شائعا في منطقتنا".
في حين رأى محمد، 23 عاماً، وهو سوري وصل إلى ألمانيا منذ 9 أشهر، ويقيم في بون أيضاً أن "المسألة لا تتعلق بمستوى التحضّر، لكن نحن شعوب شرقية، ونستخدم المرحاض بطريقة مختلفة، لذا تعتبر المراحيض هنا أحد أهم مشاكلنا، حتى الآن لم أعتد عليها، لكن لا يمكنني فعل شيء فعلي دخوله يومياً".
أنظف وصحي أكثر
الباحثة الألمانية "جوليا أندرز" والمتخصصة فى علم الأحياء بينت في كتابها  Charming Bowels الذي يركز على أفضل الطرق الصحية لقضاء الحاجة أن أفضل وضعية لعملية "الإخراج" هو وضعية "القرفصاء" وهي بالتالي أفضل من وضعية الجلوس العادي على المراحيض الحديثة، مضيفة أن الأمر يتعلق بالعديد من النواحي الصحية الخاصة بالقناة الهضمية، حيث تقلل هذه العملية من حالات الإمساك وتمنع وجود البكتريا.
فيما يجد العديد من السوريين الحمامات "العربية" أنظف، خاصة أنها لا تسمح بحدوث تلامس على كرسي المرحاض، مما يعني انتقالاً أقل للجراثيم خاصة في المناطق المزدحمة كمخيمات اللجوء، والأمر دفع ببعض اللاجئين للقرفصاء فوق كرسي المرحاض، ما أدى لكسره، فقام الألمان بوضع تعليمات لاستخدام المراحيض أزعجت البعض كأبو أسامة الذي يقيم في ولاية براندبورغ والذي أعتبر هذه الأمور مهينة.
Flüchtlinge Österreich Toiletten Benutzungshinweis (DW/H. Buljubasic)
أبو أسامة أخبر DW عربية أنه عندما رأى في مركز اللجوء الذي كان يسكنه تعليمات دخول الحمام لم يفهم لم، وأضاف: "وزعوا علينا كتيب باللغة العربية تقول لا تصعدوا فوق الكرسي أو لا تتبولوا واقفين، هذه المعلومات أزعجتني فنحن لم نأتِ من مناطق بدائية، ونعرف كيفية استخدام الحمام، كما أنهم لا يجب أن يحددوا لي فيما إذا كان يجب علي أن أتبول واقفاً أم لا، ما دمت أحافظ على النظافة العامة".
وتضيف أم أسامة الأم لطفلين أحدهما في الرابعة أن "الدخول إلى المرحاض بات يشكل أسوأ كوابيسها، خاصة مع طفلةٍ صغيرة، فالأطفال بحاجة للاغتسال وهذا غير متوفر مما يعني حساسية في الجلد، كما أنها تضطر لتنظيف الحمام قبل استخدامه خوفاً من الأمراض التي قد تنتقل من ملامسة الكرسي.
أما أحمد فيتحدث عن مغامراته في كسر المراحيض منذ قدم إلى ألمانيا، فلم يستطع التأقلم مع الكرسي ما كان يدفعه للقرفصاء فوقه وينتهي الأمر به أحياناً بكسر الغطاء أو الانزلاق، حتى مع التعليمات، ويعلق أحمد ضاحكاً: "لا بد أن أكون مرتاحاً، كل شيء سيء من حولي، على الأقل يجب أن أجد الراحة في المرحاض".
القنينة سلاحنا السري
المسألة لا تقف عند شكل المرحاض فقط، فالأمر يتجاوز ذلك إلى ملحقاته، فلا يخلو أي حمام عربي من وسيلة للاغتسال بعد قضاء الحاجة، على الأقل خرطوم معلق بجانب المرحاض، بينما يستخدم الألمان ورق الحمام فقط. كما أن بعض المراحيض العربية تحوي قطعة منفصلة للغسيل، لما للأمر من أهمية عند المسلمين بشكل خاص فيما يتعلق بمسألة الطهارة والوضوء، وتعتبر هذه المشكلة أهم من شكل المرحاض، ما دفع السوريين لابتكار طريقة تمكنه من تجاوز هذه المشكلة، وهنا برزت "القنينة" كـ"سلاح سري".
بدأ العاملون في المخيمات يألفون مشهد دخول اللاجئين إلى الحمام برفقة "قنينة بلاستيكية" مليئة بالماء، لاستخدامها للاغتسال، وهو أمر لم يفهمه العديد منهم في البداية، وبسبب أهمية هذه "القنينة"، تناقلت صفحات الفيس بوك المعنية في التواصل مع اللاجئين ما أسمته "نصائح للوافدين الجدد إلى أوروبا" كان منها أنه على اللاجئ حمل "قنينة" معبأة بالمياه دائماُ إلى المرحاض، وذلك بسبب اختفاء "الخرطوم" من الحمامات الألمانية والأوروبية عموماً.
وهنا يقول عبده الذي يعيش في بون أيضاً لـDW عربية منذ سنتين "اعتدت على مسألة المرحاض البورسلاني، لكني أواجه مشكلة الخرطوم، يومي الأول في ألمانيا كان معضلاً لأني لم أجد الخرطوم في الحمام، فبدأت بالصراخ لصديقي فبدأ بالضحك"، ويتابع عبده ضاحكاً: "كنت أقيم عند صديق يعيش هنا منذ سنوات، أي أنه مندمج بشكلٍ جيد، لذلك لم يكن لديه قنينة في المرحاض، وعندما طلبت منه أن يجلب لي واحدة للداخل قال لي: اخرج واشرب ما شئت لكن في الحمام الأمر غريب"
الأمر غير ممكن حالياً
في بعض مخيمات اللجوء بدأت الحكومة بإنشاء مراحيض "عربية" لكن الأمر مكلف جداً لأنه يجب إنشاء شبكة تصريف كاملة، لذا "من الأسهل أن يعتاد الناس على طبيعة المراحيض هنا"، هذا ما قاله المسؤول في أحد المخيمات في بون.
لكن هل يمكن تعديل الحمامات هنا؟ هذا ما سألته DW عربية لأبو ماهر السمكري السوري الذي قدم لاجئاً إلى ألمانيا منذ عامين ويقيم في برلين، وهو يرى أن "الأمر مكلف لذلك من الصعب توفيره في كل منزل، وفي الغالب فإن اللاجئين غير قادرين على تحمل نفقته، كذلك فإن شبكات التصريف لا تكون قادرة على تحمل هذه الخدمات، أو تكون الحمامات غير مجهزة مكانياً أو تصريفياً لوضع قطع جديدة، عدا عن أن معظم الحمامات لا تحوي فتحات تصريف "بالوعات" ما يجعل الأمر صعباً أثناء التخلص من المياه".
ويشير السمكري البالغ من العمر 52 عاماً إلى أن عقود الإيجار في ألمانيا تفرض على المستأجر عدم تغيير أي شيء في مواصفات المنزل، ما يجعل الأمر مستحيلاً عند ثقب أو تمديد شبكات جديدة  للحمامات.
"منظمة المراحيض الألمانية" من جانبها أعدت بالتعاون مع الوكالة الاتحادية للإغاثة التقنية مذكرة توصيات وجاء فيها "يتعين تجهيز المراحيض بما يتناسب مع الثقافات المختلفة"، وأضافت المذكرة أنه بسبب عدم إمكانية تطبيق تلك التوصيات في أغلب الأحيان، فإنه يمكن التخفيف من حدة هذه المشكلات عبر التواصل والتوعية، مشيرة في ذلك إلى إمكانية الاستعانة في نزل اللاجئين بـ"استشاريي نظافة" من الأفراد المنحدرين من المنطقة العربية والذين يعيشون في ألمانيا منذ فترة طويلة.
تفاصيل عديدة يحتاج اللاجئون لترتيبها في حياتهم الجديدة، وتفاصيل يحتاجون وقتاً ليعتادوا عليها، لكن عليهم أن يسلموا منذ الآن أنهم حتى عندما سيحصلون على منازلهم الخاصة، ربما لن يتمكنوا من الحصول على "بيت راحة" كما يتوقعونه.
راما الجرمقاني

الاثنين، 31 أكتوبر 2016


أحياء في بون الألمانية تأخذ هوية عربية

سابقا كان حي باد غوديسبيرغ بمدينة بون حيا ديبلوماسياً. والآن أصبح وجهة مفضلة للسائحين العرب لأغراض طبية أو للإستجمام. وتثير مناظر النساء المنقبات ومقاهي الشيشة غضب العديد من سكان الحي. التفاصيل في الريبورتاج التالي:
Deutschland Burkas in Bad Godesberg

زابينه غالوشكا (57 عاماً) بائعة ورود معروفة في الشارع الرئيسي بحي باد غوديسبيرغ بمدينة بون. الحوارات مع زبائنها تتجاوز الورود إلى مواضيع أخرى متنوعة. وعن النقاش الدائر حالياً بألمانيا حول "حظر النقاب" تقول غالوشكا وهي تتنفس الصعداء: "أن تمشي المنقبات هنا في الشوارع ليس أمراً جيداً، في رأيي. فنحن أيضاً لا نمشي في الشارع بالنقاب". وتضيف بائعة الورد بنبرة مفعمة بالانزعاج: " أود أن أعرف هوية من يختفي وراء ذلك النقاب".

ليست كل النساء في شوارع باد غوديسبيرغ كلهن منقبات. فعندما يقوم المرئ بجولة في مركز المدينة في يوم صيفي حار، تظهر له تناقضات كبيرة. فمن جهة هناك شابات بملابس صيفية "ساخنة"، ومن جهة أخرى هناك العديد من النساء المحجبات، وبعضهن فقط يرتدين النقاب/البرقع.
Deutschland Bad Godesberg Innenstadt Reportage Burka
زابينه غالوشكا (57 عاماً) بائعة ورود بحي باد غوديسبيرغ
"إذا سافر المرء إلى بلد آخر يجب عليه أن يتكيف مع عاداته"
فجأة تقف إحدى المارات تحمل الكثير من أكياس التسوق وتقول: "لا أستطيع أن أقول شيئا سلبيا عن النساء العربيات هنا. ومعظمهن لطيفات معي، وبعضهن يلقين بالتحية علي. رغم ذلك أجد الأمر مؤسفا كونهن لا يُظهرن وجوههن". وتحاول هذه السيدة اختيار كلماتها بعناية وبحذر شديد: "هذا النقاب الكامل ينتمي إلى ثقافتن، وبكل تأكيد فهن لا يرتدينه لإزعاجنا". ومع ذلك "إذا سافر المرء إلى بلد آخر يجب عليه أن يتكيف مع عادات وتقاليد البلاد الذي يسافر إليه، وإلا فعليه أن يذهب إلى مكان آخر"، تضيف هذه السيدة التي لا تريد أن تذكر إسمها.
"حظر البرقع" و"اللاجئين"، من المواضيع التي لا يود الكثير من الناس في هذا الحي التعليق عنها خوفا من تصنيفهم في صف "اليمين المتطرف". ويرى رجل في منتصف العمر يريد أن يبقى مجهولاً أن الكثيرين لديهم مواقف متناقضة: "هناك ازدواجية في المواقف. الكل يريد أموال العرب ويرفضون أصحابها". كما إن محاولات الحديث مع رجال الأعمال العرب باءت بالفشل. فهم يريدون "الابتعاد عن المشاكل" كما قال أحدهم في جواب مقتضب. غالبيتهم يخفون وجوههم بمجرد رؤيتهم للميكروفون.
Deutschland Burkas in Bad Godesberg
من المواضيع التي لا يود العديد من الناس في هذا الحي التعليق عنها موضوع "حظر البرقع" والنقاشات حول "اللاجئين"
مقاهي الشيشا في كل مكان
نعود مرة أخرى إلى محل بيع الورود لزابينه غالوشكا. إحدى الزبونات أبدت رغبة في الحديث عن هذا الموضوع. إسمها سيموني لافان، (50 عاماً) وكانت رفقة كلبها. رغم أنها رفضت أن نلتقط لها صورة، إلا أنها عبرت عن موقفها من البرقع بوضوح، وتقول إن الحديث عن حظره "أمر سطحي"، لأن المشاكل الحقيقية توجد في موضع آخر. "حسب تجربتي اليومية مع الرجال العرب ألاحظ أنهم يتعاملون بتحيز مع النساء. يذهبون في كل وقت إلى المقاهي العربية المفضلة وينظرون إلى النساء في الشارع. وعندما تمر امرأة ينظرون إليها بنظرات غريبة". وتسترسل لافان حديثها قائلة :"أنا لا أخاف من نظراتهم لكن ما يحزنني هو شعور تعاملهم هنا بشكل سيء للغاية ونحن نوجد في بلدنا."
Deutschland Reportage Burka
إعلانات البضائع باللغة العربية
وتعبر سيموني لافان عن انزعاجها من إغلاق مطاعم ألمانية عريقة لأبوابها في الحي، وانتشار مقاهي الشيشة في كل مكان. "لم تعد هناك مطاعم ومقاهي ألمانية أو إيطالية كثيرة كما في السابق. فالمقاهي العربية أصبحت منتشرة في كل مكان"
وكما هو الحال بالنسبة للنقاب فقد يكون التعميم هنا أمراصعبا. وفي طريق العودة، وعلى جانب الطريق، كان هناك أحد فروع سلسلة سوبر ماركت ألمانية معروفة وبه إعلانات للبضائع، كتبت باللغة العربية إلى جانب اللغة الألمانية والإنجليزية، .


دونالد ترامب.. إمبرطورية عقارية عملاقة بأموال ألمانية

من أين يقترض دونالد ترامب المال؟ في ألمانيا بلد أجداده. البنك الألماني أعاره 2.5 مليار دولار أمريكي. لكن علاقة ترامب مع الجهة المانحة للقروض مضطربة.
USA | 3. Präsidentschaftsdebatte 2016 in Las Vegas (Getty Images/W. McNamee)

أجداد دونالد ترامب ينحدرون من ألمانيا، وبالتحديد من بلدة كالشتات الصغيرة المعروفة بزراعة العنب بالقرب من مدينة باد دوركهايم. وعندما يكون الملياردير بحاجة إلى مال، فإنه يستعيره في ألمانيا.
فتمويل مبادرات ترامب يستند إلى أموال ألمانية مستعارة من أكبر مؤسسة مالية ألمانية، أي البنك الألماني. فالبنك أقرض رجل أعمال العقار ومرشح الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أموالا كثيرة.
ارتباط صفقات يتجاوز 20 عاما
أعمال ترامب الاقتصادية مع البنك الألماني انطلقت في 1995. حينها اشترى عقارا كان يود اقتناءه منذ مدة: ناطحة سحاب معروفة سابقا تحت اسم „The Bank of Manhattan Trust Building".
هذا المبنى المشيد في 1930 والمعزز بسقف من النحاس كان تحفة هندسية وأعلى مبنى في العالم. كما أنه يقع بالقرب من بورصة نيويورك ـ يعني موقع جيد. ولشرائه اقترض ترامب حينها 125 مليون دولار (نحو 112 مليون يورو) من البنك في فرانكفورت. ومنذ تلك اللحظة أبرم الطرفان سلسلة من الصفقات. ففي 2003 ساعد البنك ترامب في مشروع الكازينو الموجود في أتلانتيك سيتي بمبلغ سخي قيمته 468 مليون دولار. الصفقة آلت في ذلك الوقت إلى الإفلاس. وفي 2005 اقترض ترامب من البنك 640 مليون دولار لشراء فندق International Hotel & Tower  في شيكاغو. وكان البنك الألماني مهتما جدا بالرسوم المستحقة عن ذلك والتي بلغت 12 مليون دولار. ولم يدخر ترامب من جانبه جهدا، واستضاف المصرفيين ووضع طائرته الخاصة تحت تصرفهم للسفر إلى شيكاغو ليعرض عليهم مخططات مشروعه.
Kallstadt Rheinland-Pfalz (Getty Images/T.Lohnes)
جانب من بلدة كالشتات التي ينحدر منها أجداد ترامب
إلى أن نفذ المال لدى "الدونالدي"
فمن جهة صفقة شيكاغو كانت لترامب وأيضا للبنك مشروعا كبيرا يعكس صفقة جيدة، ومن جهة أخرى هي التي تسببت في خصومة الشركاء.
فطبقا لـصحيفة "وال ستريت جورنال" لم يقدر ترامب على تسديد 334 مليون دولار من القرض، لأنه كان يعاني بسبب أزمة العقار الأمريكية من "ضيق في السيولة". وعوض أن يدفع لجأ ترامب إلى مقاضاة البنك الألماني. وعلل الخطوة بأن الأزمة المالية نتاج "لسلطة عالية"، وبالتالي يحق له الحصول على دعم مالي.
ورفع دعوى ضد البنك الألماني مطالبا إياه بدفع 3 مليارات دولار، لأن معايير منح القروض من جانب البنك هي التي أدت إلى الأزمة التي عانى من تبعاتها. في المقابل قاضته المؤسسة المالية الألمانية ليدفع رجل أعمال العقار 40 مليون دولار تعهد بسدادها كضمانة.
عندما يتربص مصرفيون بصفقة...
وقد تصالحت الديكة المختصمة فيما بينها لاحقا، إلا أن العلاقة ظلت متأثرة. والكثير من المسؤولين في البنك الألماني باتوا يعتبرون ترامب "شخصية غير مرغوب فيها"، لكن إدارة خدمات الزبائن في البنك احتفظت بأذن صاغية لأفكاره التجارية.
والصفقة الضخمة التي تحققت مع رجل أعمال العقار كانت في عام 2012 بمنحه قرضا بقيمة 950 مليون دولار من فرانكفورت لتمويل اقتناء ناطحة السحاب بشارع Avenue of the Americas، وهي عنوان ذو صيت في نيويورك.
معروف بالمجازفة
ويصل المبلغ الإجمالي لقروض البنك الألماني لصالح دونالد ترامب إلى 2.5 مليار دولار، دون احتساب مليار دولار إضافي من القروض الموعودة.
والبنك الألماني ليس فقط المانح الأكبر لترامب بل إنه المانح الوحيد. فكما ذكرت صحيفة "وال ستريت جورنال" تخلت غالبية البنوك الأمريكية، بينهاCitigroup  و JP Morgan Chase عن إقامة علاقات تجارية مع رجل الأعمال من نيويورك. فدونالد ترامب ليس معروفا فقط بنجاحاته، بل أيضا من خلال سلسلة من الإخفاقات، بما يشمل أيضا أفعاله التجارية غير المعتادة.
لارس هالتير/ م.أ.م
 
 

مختارات


انقسام مسيحيي لبنان يهدد بضياع حقوقهم المكتسبة

لبنان هو البلد الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي يتم فيه انتخاب رئيس مسيحي للدولة. ولكن بسبب عدم الاتفاق على مرشح واحد، يخشى المسيحيون اللبنانيون أن تضيع حقوقهم المكتسبة في اتفاق الطائف. تقرير مراسلة DW من بيروت.
Erste Sitzung des libanesischen Parlaments

في صباح يوم خميس حار بالعاصمة اللبنانية بيروت ازدحمت السيارات أمام الحي الديبلوماسي والتي يلوح منها شباب وشابات أعلاما برتقالية اللون. إنهم مؤيدون للتيار الوطني الحر في مسيرة احتجاجية.
"نحن هنا للدفاع عن حقوق المسيحيين في لبنان"، تقول الطالبة جويل (23 عاما)، التي رفعت إلى جانب زميلاتها ملصقات لصور رئيس الحزب ميشيل عون. "لا يجب أن نترك هؤلاء القابعين في الأعلى يقررون مصيرنا"، يضيف الشاب أنطون الذي انضم لمجوعة النساء هناك. ويقصد المحتجون بـ "القابعين في الأعلى" الحكومة اللبنانية التي كانت مجتمعة في مقر رئاسة الحكومة على بعد 100 متر من مكان الاحتجاج. المتظاهرون يطالبون بضرورة حصول لبنان على رئيس الدولة المفضل لديهم وينادون بصوت عال:" الرب، لبنان وعون، لاغير ذلك".
في لبنان هناك ما يسمى بديمقراطية التوافق، حيث يتم توزيع المناصب السياسية حسب الانتماء الديني. فرئيس الدولة يكون دائما مسيحيا مارونيا وهي الطائفة الممثلة لأكبر جالية مسيحية في لبنان إلى جانب الأورثوذكس والكاثوليك. منذ انتهاء فترة رئاسة ميشيل سليمان في مايو من شهر 2014 لم تتمكن الأحزاب والمعارضة من الاتفاق على مرشح آخر لهذا المنصب. ويعتبر الخبير اللبناني ماريو أبو زيد من معهد كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت أن " ميشيل عون، الذي يود أن يصبح رئيسا للجمهورية، يريد تعبئة مسيحيي البلد لأهدافه، حيث يصرح بأن الحكومة الحالية تقلص من حقوقهم.
Michel Aoun zurück in Libanon
15 عاما في المنفى الفرنسي - رئيس التيار الوطني الحر ميشيل عون
تخوفات متنامية
من خلال هذه التصريحات يؤجج ميشل عون مخاوف المسيحيين اللبنانيين الذين ينظرون بقلق إلى ما يحدث في سوريا والعراق، حيث يلاحق تنظيم "الدولة الإسلامية" إخوانهم في العقيدة بوحشية. وبالنظر إلى تطورات الوضع الكارثي في منطقة الشرق الأوسط تعمل الأحزاب المسيحية للحيلولة دون فقدان موقعها السياسي هناك. فرئيس الدولة اللبناني هو المسيحي الوحيد في هذا المنصب في كامل المنطقة. وبذلك "يعتبر لبنان الأمل الأخير للمسيحيين في المنطقة العربية"، حسب الخبير أبو زيد.
ترتبط آمال المسيحيين اللبنانيين باتفاقية الطائف لعام 1989 والتي أنهت 15 عاما من الحرب الأهلية هناك. وتقضي معاهدة السلام هذه بتقسيم التمثيل السياسي في البرلمان بمعدل 50 بالمائة لكل طرف بين المسلمين والمسيحيين. وقد يضمن ذلك نظريا ميزان القوى في البلد. غير أن تطبيق اتفاقية الطائف لم يكتمل بعد. ويعود ذلك أيضا إلى تدخل النظام السوري الذي لم يسحب قواته إلا عام 2005 . قبل ذلك كانت معاناة المارونيين أكبر بسبب تمردهم على الوجود السوري في البلد. وقد قاد ميشيل عون حربا تحريرية ضد الاحتلال السوري للبنان ولزمه الهروب إلى المنفى في فرنسا لـ 15 عاما. أما بالنسبة لخصمه وزعيم ميليشا مسيحية أخرى، سمير جعجع، فقد حكم عليه بالسجن.
"لم يكن أحد منهم برئيا ولذلك يجب على المسيحيين أيضا تحمل مسؤولياتهم" كما يلاحظ مارون في ورشته لإصلاح السيارات، والذي يبلغ من العمر 72 عاما، حيث تدلت من عنقه سلسة بها صليب ذهبي. وخلفه علقت على الحائط صورة ابنه مع زوجته وأبنائه الذين يعيشون في أمريكا والتي هاجر إليها ابنه الأكبر مارون بعد الحرب الأهلية.
Libanon Wahl des Präsidenten ARCHIV
منذ انتهاء فترة رئاسة ميشيل سليمان في مايو 2014 لم تتمكن الأحزاب والمعارضة من الاتفاق على مرشح آخر لهذا المنصب.
بحث عن النفوذ
بسبب القمع السوري هاجر بين 1990 و 2005 العديد من المسيحيين اللبنانين. ولحماية ما تم التوصل إليه من تمثيل سياسي في معاهدة الطائف دعت مؤسسات مسيحية أولئك المهاجرين إلى تسجيل جنسيتهم في القوائم الوطنية المرتبطة بالانتماء الديني، غير أن دراسات أظهرت أن المسيحيين لا يمثلون الآن إلا نسبة 40 بالمائة من مجموع سكان لبنان، أي بمعدل نصف عدد ما كان عليه الأمر قبل 100عام. وقد يصب هذا التحول الديمغرافي ووضع المنصب الشاغر للرئيس في مصلحة الجاليتين الشيعية والسنية في البلد، حيث قدمت حكومة حزب الله الشيعية اقتراحا بتغيير الدستور وتوزيع ميزان القوى السياسية في البلاد بمعدل الثلث بين المسيحيين والسنة والشيعة.
Samir Geagea Politiker Libanon
سمير جعجع الذي يتقلد الآن منصب رئيس حزب القوى اللبنانية
وبالنظر إلى المواجهة مع التيار الوطني الحر هناك ما يدعو إلى الأمل في التوصل إلى حل من خلال وقف التنافس على السلطة بين ميشيل عون وسمير جعجع، الذي يتقلد الآن منصب رئيس حزب القوات اللبنانية. خلال الحرب الأهلية لعب الطرفان دور أمراء حرب دموية، وبعدها انتقلت المنافسة إلى المنصة السياسية. وقد قام جعجع أيضا بالترشح لمنصب الرئاسة. كما اقترح الطرفان على أن يقوم المسيحيون باختيار من يفضلونه كرئيس للبلد.
المسيحي مارون لا يود التصويت لصالح أي من كلا المرشحين. فعند مشاهدته لمظاهرة العونيين على شاشة التلفزيون يهز رأسه للتعليق على تجربة الحرب الأهلية وما تلاها ليقول: "لا يسير الدين والسياسة معا. ولاعلاقة للمسيحية بالمسيرات الاحتجاجية. أنا لبناني أولا ومسيحي بعد ذلك. وهذا ما أنتظره من رئيس دولتي أيضا".

بعد حصوله على 83 صوتاً.. ميشيل عون رئيساً للجمهورية اللبنانية

بعد حصوله على 83 صوتاً.. ميشيل عون رئيساً للجمهورية اللبنانية
الرئيس المنتخب ميشال عون
تاريخ النشر : 2016-10-31
 
رام الله - دنيا الوطن
فاز ميشيل عون برئاسة الجمهورية اللبنانية، بعد حصوله على 83 صوتاً من أصل 127 خلال دورة الانتخابات الرابعة، والتي أجراها البرلمان اللبناني، مساء اليوم الاثنين.
وبدأ البرلمان اللبناني مساء اليوم الاثنين، الجلسة الـ 46 المخصصة للتصويت على انتخاب عون رئيساً للبلاد.

ودخل عون الدورة الأولى من الانتخابات، وأخفق فيها، فقد حصل على 83 صوتاً من أصل 127 ممن شاركوا في الدورة الأولى.

وعلى الأثر، خاض عون الدورة الثانية، حيث يحتاج إلى 65 صوتاً في هذه الدورة للفوز برئاسة لبنان.
هذا وتمت إعادة الجولة الثانية للمرة الثانية بسبب وجود ظرف تصويت واحد زائد على عدد النواب الحاضرين للجلسة.


المزيد على دنيا الوطن .. http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/10/31/985122.html#ixzz4OfRLcB5P 
Follow us: @alwatanvoice on Twitter | alwatanvoice on Facebook